المرأة والفلسفة - An Overview

Wiki Article



لقد استعلن في حوار العامة استعمال جديد لكلمة النسوية، لايمكن فهمه بغير جعلها ضامة إلى صدرها الجانبين المعياري والوصفي، لقد أضحينا نلاحظ باستمرار إذا أفصح الناس –رجالا ونساء- عن رأي حول المرأة، أن يصدروه بتنبيه مثل أن يقولوا: “لست نسويا، ولكن …”، لأسباب شتى، منها سبب كثير الظهور، لايختلف في جوهره عما يصبو إليه المنتمون إلى النسوية. ولنصغ إلى بعض من أمثلة هذا السبب:

لكن الفلسفة النسوية المعاصرة قدمت إسهامات كبيرة في إعادة تشكيل الفهم حول المرأة،لكنها كانت السبب في اخراج المراة عن سكتها ودورها الحقيقي في المجتمع فاصبحت الاسرة نظاما مفككا بلا روابط..

الثقافة الغربية كرّست عبر مئات السنوات النظرة إلى النساء ربطاً بجنسهن

ولكن لم يعدم هذا التموج في مجرى الحركة النسوية نقدا، لقد أخذ عليه أنصار للحركة أنه يطوي كشحه على حقيقة أنه لم يأت على البشرية حين من الدهر، لم يلق فيه سيطرة الرجال مقاومة ومنافحة، ثم يأخذون عليه أنه يوحي بأن هذه المقاومة مقصورة على بعض النسوة من البيض في مناطق الغرب في عقود أخيرة، ولكن الحقيقة أن كثيرا من الثقافات غير الغربية ولا الأوروبية أيضا على مر التاريخ احتضنت أمثلة لمثل هذه المقاومة والمنافحة.

وتيار آخر يرى أن العمل لابد أن يسبقه نظر، وأن الجهود لايمكن أن تبذل ما لم يضرب إطار من الفكر والنسق. فأقل قسمات ذلك الإطار وملامحه ألا نحصر الضيم الجنسي في قالب واحد، ولانقصر بروزه على أسباب معينة، فهذا الإدراك وإن كان سلبيا في طبيعته وجوهره، إلا أنه يقدم لنا منصة نظرية لإعلاء كلمة النسوية. لقد مر آنفا أن من أنسب طريق للتمييز بين الضيم الجنسي وغيره من أنواع التحيز أن نتبين دور الجنس في حالة من الضيم. فإن كان لأنوثته القدح المعلى في التنقيب عن بواعث الضيم، فهي وأمثالها “جنسية” يعتني بها حفدة النسوية وأنصارها. ويمضي هذا التيار تبيانا لموقفه وتفسيرا له، فيعلن الأسباب المختلفة التي تصلح لأن تجعل الحالة المتلبسة بها ضيما على أساس الجنس. فلايقتصر الأمر على القانون أو التقليد الذي يتحيز ضد المرأة تحيزا سافرا معتمدا، بل ينضم إليه التقاليد أو القوانين التي قد مر عليها دهر، وغشيها غبار من القدم، فأصبح ما كان متأصلا فيها من التحيز ضد المرأة أمرا طبيعيا في أعين الناس.

وهذا الكتاب محاولة لإيفائهن حقهن من التقدير، واعترافًا صريحًا بفضلهن في إثراء العلم والفلسفة.

من «ذا أتلانتيك»

وهنا نجد العكس في تلك العصور ما قبل وبات موضوع المرأة من المواضيع المهمة التي تناولها في العديد من الدراسات الإنسانية والعلمية كونها ذات نواحي عديدة منها:- الاجتماعية والإنسانية والسياسية والدينية وغيرها, فكانت لتلك الدراسات الفلسفية مشاركة في تناول هذا الموضوع ـ حيث تم تناول موضوع المرأة من قبل العديد من الفلاسفة على مر العصور كأفلاطون وأرسطو وهما من أكابر الفلاسفة في التاريخ, تناولا لموضوع المرأة حيث اخذ كل منهما منحى مختلف, فهي عند أفلاطون إنسان مستقل لا يقل عن الرجل , أما أرسطو فالمرأة لديهِ كائن طبيعي محكوم من قبل الرجل كونه كامل العقل أما المرأة فهي ذات عقل غير مكتمل,في هذا البحث تم تناول موضوع المرأة كدراسة مقارنة عند كل من أفلاطون وأرسطو.

عل كل حال، نعود إلى حيثية النبش عن أسس التحيز الجنسي: حيثية التفسير وحيثية التبرير.هاتان الحيثيتان ليس بينهما اختلاف تضاد وتناف، بل اختلاف تنوع وانقسام، وكل منهما حفيد لصاحبه وعماد له. فإن الفعل البشري قلما يفهم على وجهه الصحيح إلا في وسط منتظم معين، وهذا الوسط يضمن له بالتبرير، ويربت على كتفي من يقوم بتجريمه فيهدّئه.

أدب وفنون اخبار محلية اقتصاد الاخبار تقارير حقوق وحريات دولية غير مصنف كتابات محلية

الفيلسوفات النسويات مثل جوديث بتلر ولوس إيريجاراي وغيرهن، ساهمن في تشكيل الفكر المعاصر حول المرأة والجنس.

ولكن هذا لايعني أن النسوية لاتطأ الطرق المسلوكة، بل إنها لتتطرق إبان تفسيرها للتحيز الجنسي ومظاهره إلى قضايا، تعتني بها الفلسفة السائدة. فدرست في معرض الحديث عن الرعاية طبيعة “الذات”، وتطرقت أثناء دراستها للجنس إلى العلقة بين ماهو بالطبيعة وماهو من صنع المجتمع، وبحثت في غضون تصديها للتحيز الجنسي في مجال العلوم، فما يعد علما حقا.

هذا النوع من القولبة التي تعتبر المرأة من خلالها تتحدث باسم النساء وإلى جمهور من نساء حصراً، يحدث في أماكن أخرى غير رفوف المكتبات. وروت عدة فيلسوفات معاصرات كيف يطلب إليهن التدريس في مجال الحركة النسوية وقضايا الجندر حتى عندما لا يكون لذلك علاقة بتخصصهن البحثي، أو كيف يقترح عليهن إلقاء كلمات في مؤتمرات فلسفية عن «الفلسفة النسوية» بينما كن يأملن بالتحدث عن «مفهوم الزمن» أو «حدود المعرفة» مثلاً.

ولا شك أن ذلك يتطلب من الفلاسفة الغربيين قبل غيرهم إعادة تقييم الطرق التي كُتب بها تاريخ الفلسفة، وتطوير منهجيات متحررة من أغلال الماضي تكون أكثر دقة وشمولاً في رصد تطور المعارف الإنسانية، وربما إعادة الاعتبار لمساهمات من كانوا خارج الصورة النمطية. على أنه ينبغي - فيما يتعلق بالفيلسوفات تحديداً – تجنب مخاطر التركيز على جانب واحد شاهد المزيد من جوانب هويات تلك النساء لدرجة الوقوع في الهفوة النقيضة: أي تعظيم النساء كنساء أولاً قبل النظر في نوعية مساهماتهن الفلسفية، أو قبولهن رمزياً كتلوين على ذات النمط المعياري المؤسس (فتصبح الصورة لفيلسوف أو فيلسوفة من ذوي البشرة البيضاء محبين للحكمة)، أو كجزء من كوتا مفروضة لأسباب سياسية وإجرائية دون الكفاءة لغاية تحقيق أهداف الإدارات لناحية تعزيز التنوع والظهور برداء ليبرالي تقدمي، إذ إن ذلك لا يخدم للفلسفة قضية ويقصر التمثيل عن عرق (متفوق) على حساب مروحة عريضة من أشكال المساهمة الفلسفية من الأعراق والإثنيات والثقافات الأخرى، ومع أن الفيلسوفات الغربيات البيضاوات لا يمثلن سوى جزء صغير من العمل الفلسفي المتنوع والغني للمرأة من جميع أنحاء العالم - وعلى مر التاريخ أيضاً، وهو فوق ذلك كله أمر ضار للشابات الفيلسوفات اللواتي سيجدن أن ثمة أبواباً باتت تفتح لهن من زاوية جنسهن دون حاجة جادة لكسب التأهيل بناء على الكفاءة الموضوعية، وهو ما قد يتسبب لهن بفشل مستقبلي، ويمنحهن ثقة زائدة بالنفس في غير مكانها وعلى حساب جودة العمل الفلسفي.

Report this wiki page